يبدو القلق البالغ على وجه ماركو رازفان. يقف المزارع في حقل ذرة يقع بالقرب من مدينة الإسكندرية الرومانية الصغيرة وينظر حوله وتبدو على وجهه آثار الحيرة. يمثل اقتراب وقت الحصاد والأوراق الصفراء الفاتحة وحالة الحبات النامية على الكيزان والشقوق العميقة في الأرض أدلة على استمرار حالة من الجفاف لعدة أشهر.
يطلق ماركو رازفان زفرة لا يخطئها أحد. لقد حصل على شهادة في الهندسة الزراعية وكان يزرع الذرة والقمح بشكل أساسي، إضافة إلى عباد الشمس وتقاوي اللفت والشعير، على مساحة تبلغ حوالي ۹٧۰ هكتارًا في الإسكندرية، والتي تبعد حوالي ساعتين بالسيارة عن بوخارست. تُعد التربة في هذه المنطقة مناسبة بشكل عام لإنتاج المحاصيل، حيث تحتوي على نسبة عالية من الطين، مما قد يؤدي نظريًا إلى إنتاج محاصيل مزدهرة. إلا انه على مدار السنوات القليلة الماضية، مرت عدة فترات خلال الربيع والصيف بدون أي أمطار على الإطلاق لمدة أسابيع. وبالتالي، على الرغم من نمو النباتات من حيث الحجم، إلا أن العديد من المحاصيل لم تنضج بالقدر الكافي.